إن سوق العملات لا يتعلق بساعات عمل البورصات لان المتجارة تتم بين البنوك التي تقع في انحاء العالم المختلفة. و تقوم اسعار العملات بتغيرات كبيرة متعددة مما يساعد علي القيام ببعض العمليات التجارية خلال يوم واحد. من المعروف ان للانخفاضات تاثير كبير علي الاسواق المالية مما قد يؤدي الي انهيار الاسهم او السندات. أما سوق الفوركس فانخفاض الدولار الامريكي (علي سبيل المثال) يعني صعود سعر عملة اخري و لا يوجد اي انهيار مثل اسوق الاسهم او السندات.
تأسس سوق فوركس(FOREX ) للمعاملات المالية بين البنوك عام 1971 عندما تحولت المعاملات في التجارة العالمية من استخدام قيم ثابتة للعملات لقيم التعويم. ويكون هذا ناتج مجموعة صفقات مالية يقوم بها وكلاء الأسواق المالية لتحويل كمية معينة من المال بعملة احدي البلدان لعملة بلد اخر بقيمة متفق عليها مسبقا لتاريخ معين. و يحدد سعر تحويل العملة المعينة بالنسبة لعملة اخري ببساطة: العرض والطلب للتحويل الذي يوافق عليه الطرفان.
ان حجم العمليات في سوق المال العالمي في نمو مطرد. يرتبط هذا بالتطور الكبير في التجارة العالمية و رفع الحظر علي العملات في كثير من البلدان. ان %80 من كل المعاملات هو عبارة عن مضاربات في سوق العملة الهدف منها الحصول علي ارباح من فروقات اسعار العملات. وتجتذب هذه المضاربات العديد من المشاركين سواء من المنظمات المالية أو المستثمرين الأفراد.
نتيجة للتطور الهائل في تكنولوجيا الاتصالات في العقدين الأخيرين تغير هذا السوق في حد ذاته لدرجة كبيرة. أن مهنة تاجر العملات التي كانت تحاط بهالة من السرية اصبحت جماعية تقريبا. ان الاتجار في العملات الذي كان حتي وقت قريب مقصورا علي البنوك الاحتكارية الكبري اصبح في متناول الجميع نتيجة للتجارة الالكترونية. وحتي اكبر البنوك تحبذ كذلك المتاجرة الالكترونية علي المعاملات الشخصية بين طرفين.
أن الهدف من سوق فوركس كمجال لاستخدام امكانيات الشخص المالية والعقلية والنفسية ليس هو ضربة حظ. ان البعض قد ينجح في ذلك ولكن ليس لأمد طويل. أن الميزة الأساسية لسوق العملات هي انه مكان للنجاح مستخدما الامكانيات الفكرية.
ومن الخصائص المهمة لسوق العملات هي خاصية التوازن بالرغم من ان هذا يبدو غريبا. فالكل يعلم ان الخاصية الأساسية للسوق المالية هي هبوطه المفاجئ. ولكن سوق فوركس يختلف عن سوق الاسهم في أنه لا يهبط. عندما تفقد الأسهم قيمتها يكون هذا انهيارا. أما اذا انهار الدولار مثلا فان ذلك يعني فقط ان عملة اخري صارت اقوي- مثالا لذلك الين الياباني الذي صار في بضعة اشهر من عام 1998 اقوي بالربع تقريبا بالنسبة للدولار. هذا وقد وصل هبوط الدولار لبعض الأيام في تلك الفترة لعشرات في المائة. بالرغم من ذلك لم يحدث انهيار للسوق واستمرت المعاملات كالعادة. في هذا ينحصر ثبات سوق العملات وما يرتبط بة من عمل. العملة هي بضاعة كاملة السيولة يمكن شراؤها او بيعها في كل الأوقات.
Hits: 0